أسرار

الاهمية الاستراتيجية للشرق الاوسط

post-img

الأهمية الاستراتيجية للشرق الأوسط

 

               اختلف الجغرافيون في تحديد حدود الشرق الاوسط ودوله، ذلك أن الاهداف السياسية تحكمت في تحديد حدوده ودوله، فالبعض يضم دول إليه والبعض الأخر يحذف دول منه، وكل ذلك لغايات ومآرب سياسية تخدم استراتيجيته في التحكم والتوسع، وفي هذا اللحظة الحالية نرى إهتماماً كبيراً بمنطقة الشرق الأوسط لما تحويه من ثروات طبيعية ومواقع استراتيجية في الخارطة العالمية،وتشهد هذه المنطقة من العالم الكثير من النزاعات منها النزاع العربي الاسرائيلي ، وانتشار ظاهرة الارهاب الذي بات يهدد العالم، وكان الشرق الاوسط قد دخل نادي اسلحة الدمار الشامل بدءا من اسرائيل وباكستان والعراق سابقاً، وأخيراً دخول إيران الى هذا النادي مما يوجد قلقاً لدى المجتمع العالمي من تداعيات هذا الدخول.

ماهية وأهمية الشرق الاوسط في النظام العالمي

1 – ماهية الشرق الاوسط

يتفق الكتاب والمؤرخون والسياسيون وأصحاب الفكر المختصين بالدراسات الشرق أوسطية، أن ما اصطلح عليه بالشرق الاوسط ،بأن هذا المصطلح وهذه التسميات قد جاءت من خارج المنطقة وارتبطت أرتباطاً قوياً بالمصالح الاستعمارية الغربية، ففيما كان تعبير "الشرق الاقصى" أكثر وضوحاً في دلالته  وارتباطه بمنطقة واسعة وهائلة مطلة على المحيط الهادي وتضم كيانات كبرى مثل الصين واليابان وغيرها من البلدان المجاورة، فإن تعبير "الشرق الادنى" قد ظهر في فترة الاكتشافات الاوروبية الكبرى في القرن الخامس عشر ليشير الى البلاد الواقعة في شرق البحر المتوسط بين الشرق الاقصى وأوروبا .

غير أن المصطلح بدأ في الانتشار أثناء الحرب العالمية الثانية على يد الحلفاء للإشارة الى الاقليم الممتد من جنوب آسيا الى شمال أفريقيا، ثم أخذ تعبير " الشرق الاوسط" يحل تدريجياً بدل مصطلحات أخرى سادت قبله في الاستعمال مثل " الشرق الادنى" و"المشرق"  .

وفي حقيقة الامر فإن المصطلح إنما جاء من خارج المنطقة وليس منها ، ومن المنطقي أن تسمي القوى الكبرى في العالم اي اوروبا والولايات المتحدة الاميركية ، مناطق العالم من حيث موقعها،ومن هنا جاءت التسميات " الشرق الاقصى" ، " الشرق الاوسط" ، و"الشرق الادنى".

استقر الشرق الاوسط في المفاهيم الغربية عند ثلاثة مصطلحات حتى انتهاء الحرب العالمية الاولى، وهذه المصطلحات تدور حول الاستراتيجية البريطانية  نفسها تجاه مستعمراتها في الشرق وفي مواجهة القوى الاستعمارية الاخرى، فنجد أن مصطلح " الشرق الادنى" قد تركز على السبل الكفيلة  باحباط المشاريع والتحركات العثمانية ومحاولة وأدها في المهد.

أن النظر الى الخريطة (ملحق "أ") يظهر لنا الشرق الاوسط منطقة تلتقي وتتقاطع فيها كتل جغرافية سياسية متعددة. ففي الشرق الاوسط توجد بلاد تنتمي الى كل من شمال افريقيا هي : مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، ومنطقة الهلال الخصيب ويضم :العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، الاردن، وشبه جزيرة العرب وتشمل : السعودية، اليمن، الكويت ، قطر، البحرين، الامارات العربية المتحدة، وعُمان، ثم ما يسمى في الكتابات السياسية الاميركية والاوروبية، بالحزام الشمالي : تركيا، ايران، وهناك من يضيفون الى هذه البلاد ضمن تعريف الشرق الاوسط أطرافاً أخرى من داخل هذا الاقليم او من خارجه.

تنوعت وتعددت آراء الباحثين ومراكز الدراسات داخل المنطقة وخارجها حول تحديد الدول التي تدخل في اقليم الشرق الاوسط والتي تخرج منه، ولكن يمكن ان نميز بين دول تتفق حولها كافة الاجتهادات والآراء على أنها تشكل منطقة القلب فيه، وخارج هذا الاطار يمكن التمييز بين دول تشكل الدائرة المحيطة بالقلب، ثم هناك الدول الهامشية التي تختلف بشدة الآراء حول دمجها ضمن منطقة الشرق الاوسط.

أ)- تضم مجموعة الدول التي تدخل في الشرق الاوسط- والتي يتفق ويجمع عليها الباحثون ومراكز الدراسات- وهي بالتي تشكل "قلب" المنطقة من بلاد الهلال الخصيب العربية(أي العراق وسوريا ولبنان والاردن وفلسطين ومصر)، ويطلق عليها المجال الحيوي للشرق الاوسط .

ب)- هذا القلب تحيط به دائرة خارجية أبرز دولها السعودية وليبيا وايران وتركيا والسودان.

ج)- أخيراً مجموعة الدول الهامشية والتي تختلف الآراء حول انتسابها للشرق الاوسط وتضم :

1- مجموعة بلاد المغرب العربي وتضم تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.

2- اثيوبيا والصومال.

3- ما تبقى من دول شبه الجزيرة العربية ،وتضم: اليمن والكويت وقطر والبحرين والامارات العربية المتحدة وعُمان.

4- دول اوروبية شرق أوسطية ، تتمثل بـ : قبرص واليونان.

5- دول آسيوية شرقاً ، يشمل : باكستان وأفغانستان والجمهوريات الاسلامية في آسيا الوسطى والقوقاز التي استقلت بعيد انهيار الاتحاد السوفياتي  .

أهمية الشرق الاوسط

تعتبر منطقة الشرق الاوسط من أهم المناطق المؤثرة في توازن القوى والمصالح في العالم، فالموقع الاستراتيجي المميز جعلها في حيز قانون التداخل والتعارض بين الاضداد، ويتقاطع موقعها الوسيط بين قارات العالم القديم أوروبا وآسيا وأفريقيا، وتماسكها جغرافيا وبالتالي تحكمها في أهم الممرات الدولية مثل قناة السويس ومضيق بابا المندب ومضيق هرمز، ومضيق جبل طارق والبوسفور والدردنيل وتحتضن حوض البحر الأحمر وتشرف على جنوب شرق البحر الابيض المتوسط وبحر العرب وتطل على المحيط الاطلسي والمحيط الهندي .

ويشكل العالم العربي الجزء الاكبر والاهم من الناحية الجيوستراتيجية والجيوسياسية، فتبلغ مساحة العالم العربي  حوالي 13 مليون و487 ألفا و814  كيلومتر مربع تقع 22 % تقريبا من هذه المساحة في آسيا، و78 % في افريقيا  ، كما يحتضن العالم العربي بحد ذاته كل من البحر الاحمر ويشرف على سواحل البحر المتوسط وبحر العرب والمحيط الاطلسي ،ويسيطر على قناة السويس ومضيق باب المندب ومضيق هرمز، ويوجد في العالم العربي أكبر مخزون من النفط والغاز الطبيعي والمواد الخام الاخرى التي تحتل أهمية بالغة في الصناعات الغربية.ويبلغ عدد سكان العالم العربي 279،1 مليون نسمة عام 2000 وهو يعادل 4،5 % من مجموع سكان العالم . هذه المعطيات تبرز الاهمية الجغرافية والديمغرافية والاقتصادية التي يمتاز بها العالم العربي عن بقية دول منطقة الشرق الاوسط.

تتسم منطقة الشرق الاوسط بتنوع وتعدد الاعراق والاديان واللغات والثقافات بدرجة كبيرة جعلت أغلبية الكتاب الغربيين يجمعون على اعتباره طابعا فسيفسائيا للمنطقة :

  1. تنتمي أغلب شعوب المنطقة من الناحية الاثنية الى السلالات الفرعية التالية : السامية، التركية، الهندية، الآرية"، السامية تضم أساساً العرب واليهود في حين يشكل الايرانيون أكبر المجموعات الآرية، أما الاتراك فينتشرون عبر بلاد الحزام الشمالي ، وهم يشكلون معظم سكان تركيا الحديثة. الى جانب هذه الاثنيات العديد من المجموعات الاثنية الاخرى مثل الاكراد ( المنتشرين بشكل قوي في تركيا والعراق وسوريا وايران).
  2. يعتبر الشرق الاوسط مهد الديانات السماوية التوحيدية الثلاث ( اليهودية والمسيحية والاسلامية) ، والتي تنقسم بدورها الى العديد من المذاهب والطوائف الى جانب ديانات وعقائد أخرى (مثل الزرادشتية في ايران ، والصائبة...الخ)

ولا شك أن الدين والثقافة من الامور الاساسية في تحديد التنوع الداخلي الذي تقسم بها المنطقة والهوية المميزة على حد سواء.

ويكتسب الشرق الاوسط أهميته من كونه يحتوي على أكبر احتياطي من النفط، كما "أن سياسة الحصول على الامتيازات النفطية في الشرق الاوسط إبان النصف الأول من القرن العشرين، والتي كانت ترتكز إلى قاعدة حقوقية كالمعاهدات والاتفاقات، كانت سياسة استعمارية في جوهرها" ، إذ أن عقود الامتياز هذه ، اعطت الشركات النفطية "الحق المطلق في التنقيب والحفر والاستخراج والتكرير وتصدير البترول الخام ومشتقاته وحق النقل عبر أراضي الدولة المنتجة. ومنح الامتياز لمدة طويلة، كما منح الشركات حق تكوين الأجهزة الخاصة بها للنقل والمواصلات بشكل يؤمن حسن سير أعمالها ومنحها تسهيلات بخصوص تملّك الاراضي سواء من الدولة أو من الأفراد. واعفاؤها غالباً من الضرائب المباشرة وغير المباشرة. واعطاء العقود صفة دولية والخروج بها عن نطاق التشريع المحلي. واعطاء الدول المنتجة عائدات هزيلة" .

ومما تقدم يتبين لنا الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لمنطقة الشرق الاوسط ، اضافة نزاعات التي تختزنها مثل النزاع العربي الاسرائيلي ، والنزاعات الداخلية ذات الارتباطات الاقليمية والدولية، مثل الازمة اللبنانية، أو تنامي المشاعر الطائفية والمذهبية.

من نحن

• رؤية "المُراقب" "المُراقب" يستلهم الماضي لفهم الحاضر من أجل استشراف المستقبل، ويقدم المعلومات والمعرفة بأسلوب مبتكر ليمتلك القارئ وصانع القرار قوة المعرفة الواضحة عبر المعلومة الموثوقة والموثقة التي يقدمها "المُراقب" بدقة واحترافية. • أهداف "المُراقب" - إيصال رسالة إعلامية مباشرة الى من يهمه الأمر أن هناك من في الأمة يهتم بأن يعرّف ليصنع مستقبل أفضل. - أن يكون "المُراقب" الموقع الأول لكل مُتابع وصانع قرار. - إيصال المعلومة الصحيحة والموثوقة إلى المُتابع في الوقت المناسب. - تأمين خدمة معرفية راقية في مجال الإعلام والمعلومات. - تقديم معلومات ذي قيمة مضافة لصناع القرار. • سياسات "المُراقب" - "المُراقب" لا يميل لأي جهة. - "المُراقب" توجه فقط نحو الحق والحقيقة. - "المُراقب" كاتب ذو مصداقية بكل شفافية. - "المُراقب" يقدم المعلومة الصحيحة الموثوقة الموثقة. - "المُراقب" يعمل من أجل المعرفة وزيادة المعرفة. - "المُراقب" باحث دائم عن المعلومات لإيصالها الى المُتابع وصانع القرار.