مقالات

المعرفة...وإعادة الاعمار

post-img

بات انتشار الاخبار والمعلومات واسعاً، بشكل لم يسبق لنا معه الاطلاع على هذا العدد الكبير من الصراعات والأزمات حول العالم كما يحصل اليوم. لقد بات تعرضنا للأخبار فوق قدرة الإنسان على تحمله عدا عن متابعته، حيث أصبحت المعلومات عن الفظاعات في مكان ما (من أخبار وقصص، ومقاطع فيديو وصور، وتغريدات) ما جعلنا نشعر وكأننا نعيش في زمن من العنف الاستثنائي. والواقع أن ما تغير ليس عدد النزاعات الحاصلة بل مدى بروزها.

ورغم تزايد الأخبار عن العنف، لكننا اليوم أكثر أماناً وسلامة، من أي وقت مضى، ذلك أن مقدار العنف في المجتمعات البشرية قد تراجع بشكل سريع خلال القرون المنصرمة بفضل التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مثل ظهور الدولة القوية الي باتت تحتكر العنف، كما جرى مأسسة حكم القانون، أضف الى تطور التجارة، كما أن حياة الآخرين أصبح أفضل من أن يكونوا أموات، وأخيراً فأن التطور التكنولوجي، وخاصة في مجالات الاتصالات والتواصل أضعف السلوك العنيف بشكل كبير، ومع الوقت سيغير حسابات الإرادة السياسية التي تقف خلف العنف، وايضاً سيؤدي للحد منه بشكل كبير.

لكن المؤسف أن النزاعات والحروب ونزاعات الحدود العنيفة والفظاعات ستبقى جزءاً من المشهد البشري، وسمة في المجتمع لأجيال قادمة، حتى ولو تغير شكلها مع ما يتلاءم مع عصر تكنولوجيا المعلومات والتواصل.

لقد كتب الكثير عن كيفية استخدام التكنولوجيا لقلب المجتمعات رأساً على عقب، بل ولتمزيقها. لكن ماذا عن إعادة توحيدها أو إعادة إعمارها بعد نزاع ما. والأكيد أن هذا العمران ليس مهمة سهلة الإنجاز عبر حشد الإمكانات أو الحملات الإعلامية المكتوبة أو المرئية، ويبدو الأكيد أن تكنولوجيا الاتصال والتواصل وحدها لا يمكن أن تقوم بعملية إعادة الإعمار للمجتمعات المدمرة، لكنها قادرة على تحسين جميع الجهود السياسية والاقتصادية والأمنية وتسريعها، وستكون الأدوات التي نستخدمها للتسلية والترفيه اليوم دور جديد في المستقبل في المجتمعات المأزومة. وبما أن المعلومات باتت متوفرة، وبما أن المعلومات باتت قوة بين أيدي هذه المجتمعات، وبذلك ستصبح مشاريع إعادة الإعمار أكثر ابتكاراً وأكثر شمولاً وفعالية مع الوقت، بعد أن تكون النماذج والطرق القديمة قد حُدثت وتم التخلي عما لا يملك جدوى أو نفع.

من الملاحظ ان البلدان الخارجة من نزاعات، تركز بداية على بناء شبكات الاتصالات التي باتت بداية مهمة للتأسيس للتعافي، وها نحن نشهد تمديد شبكات الفايبر أوبتيك في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت. ذلك أن ان قطاع الاتصالات قطاعاً رابحاً.

ومع توافر المعلومات وشبكات الاتصالات، لا بد من حماية الملكية الفكرية والخصوصية وتأمين البيانات، مما ينشأ الحاجة على حماية البيانات الضخمة التي ستشكل مصدراً مهماً للقوة، وستشكل مدخلات للكثير من المشاريع، لكن يجب سن قوانين قادرة على حماية هذه البيانات وإدارتها، كونها تشكل مورد ضخم تسعى إليه الدول الكبرى والشركات العالمية كافة لتعزيز هيمنتها وسيطرتها على الدول الصغرى.

يمكن الكتابة عن الكثير مما يمكن استثماره والاستفادة منه في مجال تكنولوجيا المعلومات والتواصل في إعادة الاعمار، كون هذا العالم الافتراضي يحتوي على الكثير من الفرص وأيضا التحديات عدا عن التهديدات الخطيرة. ويبقى أنه لا بد من المعرفة أكثر وقيل يوماً ان "المعرفة قوة"... لنمتلك المعرفة لنملك القوة.

من نحن

• رؤية "المُراقب" "المُراقب" يستلهم الماضي لفهم الحاضر من أجل استشراف المستقبل، ويقدم المعلومات والمعرفة بأسلوب مبتكر ليمتلك القارئ وصانع القرار قوة المعرفة الواضحة عبر المعلومة الموثوقة والموثقة التي يقدمها "المُراقب" بدقة واحترافية. • أهداف "المُراقب" - إيصال رسالة إعلامية مباشرة الى من يهمه الأمر أن هناك من في الأمة يهتم بأن يعرّف ليصنع مستقبل أفضل. - أن يكون "المُراقب" الموقع الأول لكل مُتابع وصانع قرار. - إيصال المعلومة الصحيحة والموثوقة إلى المُتابع في الوقت المناسب. - تأمين خدمة معرفية راقية في مجال الإعلام والمعلومات. - تقديم معلومات ذي قيمة مضافة لصناع القرار. • سياسات "المُراقب" - "المُراقب" لا يميل لأي جهة. - "المُراقب" توجه فقط نحو الحق والحقيقة. - "المُراقب" كاتب ذو مصداقية بكل شفافية. - "المُراقب" يقدم المعلومة الصحيحة الموثوقة الموثقة. - "المُراقب" يعمل من أجل المعرفة وزيادة المعرفة. - "المُراقب" باحث دائم عن المعلومات لإيصالها الى المُتابع وصانع القرار.